نظمت وحدة أبحاث العلوم الإنسانية (URSH) بالتعاون مع مخبرنا وسائل التقصي و تقنيات العلاج للاضطرابات السلوكية (MITComp) و مخبر استراتيجية السكان و التنمية المستدامة (LSP2D)، الملتقى الوطني الثاني "الطفل والتفلسف" يوم الخميس 6 جوان 2025 بمناسبة اليوم العالمي للطفولة، المصادف لـ 1 جوان، بمكتبة كلية العلوم الاجتماعية بجامعة وهران 2.

الديباجة

يعد التفكير الفلسفي أحد الركائز الأساسية لتطوير العقل البشري، إذ يُساهم في تعزيز التفكير النقدي، والقدرة على التحليل، والإبداع. وفي ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم، تبرز الحاجة إلى تربية أجيال تمتلك أدوات التفكير العميق منذ مراحل الطفولة المبكرة. يعتبر الأطفال بطبيعتهم مفكرين بالفطرة، لديهم فضول للتساؤل عن الظواهر المحيطة بهم، مما يؤكد أهمية إدخال الفلسفة كأداة تعليمية تثري عقولهم وتنمّي مهاراتهم الفكرية والاجتماعية.

إن فلسفة الطفل ظاهرة متعددة الأوجه، وكذلك الفلسفة والطفولة بشكل عام. فمن ناحية هناك سذاجة الأطفال في طرح الأسئلة وتفسيرها، ومن ناحية أخرى، هناك عمق ميتافيزيقي للقضايا، ومن المؤسف أن الأطفال كفلاسفة ساذجين لا يلقون الفهم والاهتمام المناسبين للمشاكل التي يثيرونها من قبل البالغين، ويتجاهل التقليد الثقافي بشكل متناقض أهمية التفلسف في نمو الطفل، ولكن في هذه الحالة فإن الأمر يتعلق بـ "ثقافة إبقاء الطفل صامتًا".

في حين يتطور المجال التعليمي باستمرار، مدفوعًا بالحاجة إلى تنمية التفكير النقدي والإبداع والاستقصاء بين الأطفال، ويعد تطوير هذه المهارات أمرًا ضروريًا لإعداد الأطفال للتنقل والازدهار في عالم معقد ومتغير بسرعة، وقد ثبت أن الفلسفة التي تُعرَّف بأنها ممارسة الانخراط في التفكير التأملي والنقدي حول الأسئلة الأساسية، تعزز الشعور الأعمق بالاستقصاء والإبداع لدى الأطفال المتعلمين، وفي السنوات الأخيرة، أكد الباحثون التربويون على الحاجة إلى دمج الاستراتيجيات التي تعزز المهارات المعرفية للأطفال، بما في ذلك التفكير النقدي والإبداع، ضمن المناهج الدراسية.

الفلسفة تركز على التساؤل والاستكشاف، وتساهم بشكل مباشر في تعزيز الطبيعة الفضولية للأطفال، إن الفضول أو الرغبة في التعلم والفهم، هو عنصر أساسي في التعلم الفعال والتطور الفكري، فهو يدفع الطفل إلى طرح الأسئلة، والبحث عن المعرفة الجديدة، واستكشاف وجهات نظر متنوعة وعليه فإن الفضول هو عنصر أساسي في تعزيز حب التعلم والتميز مدى الحياة. وإذا صار من المقبول التسليم باستصعاب تدريس الفلسفة للأطفال، فلننظر إلى التفلسف معهم وإياهم، ومن ثم الحديث عن "التفلسف مع الأطفال وإياهم" أي الدعوة إلى ممارسة الفلسفة لا السعي إلى تعلمها، وهذا يعني أن سبيل تعلم الفلسفة للأطفال هو التفلسف.

كما أن من المفارقات أن التقليد الثقافي يتجاهل أهمية التفلسف في تنمية الطفل، وخاصة أن هذا هو سمة من سمات المجتمع الحديث للاستهلاك الشامل والاتصال الجماهيري. ونرى أن أهمية التفلسف للطفل تتجلى في ضوء التحولات العالمية (الأنثروبولوجية واللغوية) التي طرأت على الفلسفة.

من هذا المنطلق، يُنظم هذا الملتقى العلمي لدراسة العلاقة بين التفلسف والطفولة، وتحديد كيف يمكن للفلسفة أن تكون أداة فعالة في بناء شخصيات الأطفال وتنمية قدرتهم على التعامل مع تحديات المستقبل.

الإشكالية

هل ينبغي الاستماع إلى تعبيرات الفلسفة الطفولية التي تحرك الجانب الآخر من الفكر باعتبار قوته الأكثر حميمية؟ هل يمكن أن يصبح التفلسف عند الطفل أو الأطفال كشكل من أشكال النشاط المعرفي؟ هل المراهقين أو البالغين فقط على أساس نضجهم يصلون بشكل طبيعي إلى مستوى مناسب من النضج من خلال معالجة الأسئلة الفلسفية أم أن الأطفال أيضا في وقت مبكر جدا يتفلسفون ويهتمون بالأسئلة الفلسفية؟ فكيف يمكننا تفعيل التفكير الفلسفي لدى الأطفال؟ وهل يمكن للتفلسف أن يساهم في حل المشكلات التربوية والاجتماعية التي يواجهها الأطفال في عالم اليوم؟

أهداف الملتقى

يهدف هذا الملتقى إلى فهم خطاب التفلسف لدى الطفل والوقوف على الجوانب الإيجابية منه وما يقدمه من خدمة للإنسان، ويهدف إلى إبراز دور التفلسف عند الطفل في تعامله مع المسائل اليومية والحياتية، والتعرف على أسباب استعدادات الطفل للتفلسف، التي ترتبط بتأثيرات مفاهيمية مثل الدهشة والشك والصدمة العاطفية. كما يهدف أيضا أن تصبح الفلسفة الطفولية كشكل من أشكال النشاط المعرفي أحد الظروف التشغيلية للبيئة التعليمة.

محاور الملتقى

1. الإطار النظري للتفلسف عند الأطفال: تعريفه وأهميته وأبرز النظريات المرتبطة به.
2. أثر التفلسف على النمو العقلي والاجتماعي للأطفال: دراسات وتجارب عملية.
3. الطفل موضوع للإبداع الفلسفي.
4. الطفل والفلسفة، ظاهرة متعددة الأوجه.
5. أدب الطفل (قصص، الروايات، المسرح، السنما)
6. مشكلة الطفولة والنضج.
7. في الفلسفة الساذجة.
8. مدى شرعية الفلسفة الطفولية في المجتمع الحديث.
9. تفسيرات الأطفال للحياة اليومية وتجربة الحياة. (من عالم المعرفة إلى عالم الوجود).
10. أهمية الفلسفة في نمو الطفل.
11. الطفل والأسئلة الفلسفية الأبدية.
12. الطفل فيلسوف وجودي في فترة وجيزة.

التنسيق العلمي

•  أ.د. دراس شهرزاد.

المداخلات المقدمة

•  المتدخل 1: عنوان المداخلة 1.
• المتدخل 2: عنوان المداخلة 2.
• المتدخل 3: عنوان المداخلة 3.
• المتدخل 4: عنوان المداخلة 4.
• المتدخل 5: عنوان المداخلة 5.